إن الأطفال الصغار الذين عانوا من الصدمات والضغوط بسبب النزاع المسلح والنزوح القسري يرزحون تحت وطأة أوضاع هشة وحساسة. لقد أثبتت الدراسات العلمية الأهمية المحورية للخمس السنوات الأولى من عمر الطفل في النمو والتعلم، والأثر الكبير لهذه السنوات في سلوك الأطفال بعد ذلك كمراهقين وفرصهم في النجاح كأشخاص بالغين. في لبنان، يواجه العديد من الأطفال السوريين الذين تبلغ أعمارهم ست سنوات فما فوق صعوبات تعليمية كبيرة بسبب عدم تلقيهم للتعليم قبل المدرسي، بالإضافة إلى الأثر المتفاقم للنزاع والنزوح. واستجابةً لذلك، قدمت «جسور» في عام 2018 برنامجنا الخاص بالتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة «بذور النور»، لتزويد الأطفال اللاجئين الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وخمس سنوات في لبنان بالتعليم قبل المدرسي والدعم النفسي والاجتماعي لإعدادهم للتعليم الرسمي ومنحهم أفضل بداية ممكنة لرحلتهم الأكاديمية والحياتية.
«إذا كان لدينا ستة أشهر فقط لتعليم طفل، فماذا وكيف يمكننا تعليمه لتزويده بالمهارات الأساسية وحب التعلم؟"
الدكتورة ألكسندرا تشين، أخصائية تنمية الطفولة المبكرة والصحة العقلية
منهجنا التعليمي
يرتكز المنهج الفريد لبرنامج «بذور النور» على أسس علم تنمية الطفولة المبكرة، وفي نفس الوقت يستجيب بوعي ومرونة إلى السياق المتغير باستمرار الذي يحيا فيه أطفالنا. في الوقت الحالي، مازالت معظم العائلات السورية التي تخدمها «جسور» تعيش في خيام، حيث غالبًا ما يكون الرضع والأطفال الصغار عرضة لحوادث المرور والإتجار، ومع تقدمهم في السن، قد يصبحون مسؤولين عن رعاية أشقائهم الأصغر أو توليد دخل للأسرة.
وبالتالي، يقوم «بذور النور» بتعليم أطفالنا في مرحلة ما قبل المدرسة المواد الأكاديمية والمهارات الحياتية بطريقة عملية تتوافق وطبيعة حياتهم اليومية، لمساعدة كل طفل على إدراك أعمق للمعرفة والسلوكيات من أجل: (أ) تعزيز القدرة على التعامل مع والتحرك في المجتمع، حتى لو تركوا المدرسة في النهاية، (ب) تربية مهارات التعلم الأساسية كالتفكير النقدي، و(ج) تنمية حب التعلم. على سبيل المثال، نقوم بتعليم الأطفال من خلال اللعب وتمثيل الأدوار، استجابةً للأبحاث التي أثبتت أهمية هذه الأساليب وفائدتها في جميع جوانب التنمية. يعطي برنامجنا أيضًا الأولوية للانضباط الذاتي والقيم المدنية لتشجيع السلوكيات الإيجابية في الفصل وفي المنزل. نقوم أيضًا بتنبيه طلابنا إلى مفهوم ملكية الجسم وأهمية التراضي منذ الصغر، لضمان سلامتهم وقدرتهم على حماية أنفسهم.
معلمونا
لدينا ثلاثة معلمين ومساعدا تدريس في برنامج التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، وجميعهم من سوريا ويعيشون في نفس المجتمعات التي يعيش فيها الأطفال. يتلقى معلمونا التدريب كل عام من قبل خبراء في تنمية الطفولة المبكرة والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، ويشاركون بنشاط في تحديث المناهج الدراسية وفقًا لتغير وتطور الاحتياجات.
«إن «جسور» فريدة من نوعها من حيث معالجتها لاحتياجات طلاب مرحلة التعليم في الطفولة المبكرة بشكل شامل. نحن نراقب تقدمهم بشكل مستمر ونقوم بتعديل نهجنا وفقًا لذلك، حتى يتمكن كل طالب في النهاية من تحقيق المهارات المستهدفة. وتركز هذه المهارات بشكل أساسي على تنمية الأطفال خاصة في سياقات الأزمات، مع التركيز على السلامة الإدراكية والنفسية والاجتماعية والعاطفية.»
إلهام محب الدين، منسقة التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة بمركز «الجراحية»
تأثيرنا
يعمل برنامجنا «بذور النور» لتعليم الطفولة المبكرة على تحسين تطور الطلاب في أربعة مجالات رئيسية:
- التنمية المعرفية
- اللغة
- المهارات الاجتماعية والعاطفية
- المهارات الحركية
1 تقوم «جسور» بتقييم طلاب مرحلة التعليم في الطفولة المبكرة في بداية ونهاية كل عام دراسي؛ تمثل الإحصائيات متوسط النتائج من التقييمات السنوية من عام 2018 إلى عام 2022.2
2 في جميع المجالات التنموية (الحركية، واللغوية، والمعرفية، والاجتماعية والعاطفية) بالإضافة إلى المواد الأكاديمية (الرياضيات، والعلوم، والتربية المدنية، والسلامة والأمن).