.webp)
يواجه المراهقون السوريون في لبنان العديد من العوائق التي تحول بينهم وبين التعليم؛ فأقل من 1% فقط منهم مسجلون في الصف التاسع، وأقل من 4% مسجلون في المدارس الثانوية، وهذه النسبة الأخيرة تقع في أقصى نهاية المتوسط العالمي للاجئين الذين يصلون إلى المرحلة الثانوية وهو 34%. بالإضافة إلى ذلك، فالعديد من العائلات في لبنان ليست لديها القدرة المادية لتسجيل أطفالها في المرحلة الثانوية، التي يخضع الطلاب في نهايتها لامتحان البكالوريا اللبنانية، وهو مؤهل رسمي يعد شرطًا أساسيًا للوصول إلى الجامعة، ومن ثم الحصول على المزيد من التدريب الذي يمكنهم من إيجاد فرص عمل لائقة.
وبالتالي، يعاني معظم الطلاب السوريين من فجوات كبيرة في تعليمهم، والتي زادت بعد انتشار الجائحة وتستمر في النمو مع الأزمة الاقتصادية. في الواقع، فقد أوقفت 15% من الأسر تعليم أطفالها بينما خفضت 52% من الأسر الإنفاق على التعليم. وتشمل العوائق الأخرى صعوبة تأمين الوثائق القانونية، ومواعيد التسجيل غير العملية، ومتطلبات اللغة الأجنبية، وعمل بعض الأطفال من أجل توليد الدخل لأسرهم، بالإضافة إلى عدم قدرة أولياء الأمور على دفع الرسوم الدراسية.
استجابةً لتلك التحديات، قامت «جسور» في عام 2021 بتوسيع نطاق منح التعليم الثانوي، مع الشعور بالحاجة الملحة لدعم المراهقين اللاجئين لإكمال الصفوف 10-12 في لبنان. نحن نوفر الرسوم الدراسية، وتكاليف النقل، وفصول الدعم الإضافية، ودعم التقديم للجامعات، بالإضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي، لضمان تمكين الشباب السوري الواعد في لبنان من إكمال التعليم الثانوي.
كيف يمكننا ضمان المساواة في إتاحة التعليم للطلاب اللاجئين ومعالجة العوائق المتعددة التي يواجهونها من أجل تمكين ودعم سعيهم للحصول على التعليم العالي وتعزيز فرصهم المستقبلية؟
مبادرتنا
يركز نهج «جسور» على تسهيل الحراك الاجتماعي وتقديم الدعم المستدام من أجل إتاحة الفرص التعليمية لطلابنا بشكل كامل. ولتحقيق ذلك، فإننا نقدم موارد عالية الجودة لمعلمي وموظفي المدارس الثانوية استجابةً للسياق الحالي، الذي عانت فيه الكثير من المدارس ماليًا ففقدت العديد من المعلمين الذين يسعون للحصول على رواتب أفضل في أماكن أخرى، ولم تعد الأسر قادرة على تحمل الرسوم الدراسية لأطفالها، بينما يشعر الطلاب بالقلق بسبب عدم استعدادهم لمتطلبات امتحان البكالوريا اللبنانية.
وبناءً على ذلك، تغطي المنحة المقدمة للمدارس الرسوم الدراسية للطالب، والنقل، ورواتب المعلمين لفصول الدعم الإضافية في اللغة الإنجليزية والمواد الأخرى (مثل الفيزياء والكيمياء والرياضيات والعلوم والاقتصاد). كما توفر «جسور» الكتب والأدوات المكتبية والمواد المطبوعة، ومشرفين للفصول الدراسية، ورسوم التسجيل لامتحانات البكالوريا اللبنانية، ودعم التقديم للجامعات، واستشارات الدعم النفسي والاجتماعي الفردية والجماعية.
بالإضافة إلى ذلك، نقوم بتوفير جلسات تدريب للمعلمين على استراتيجيات التقييم، وطرق التدريس، وإدارة الفصول الدراسية، والأنشطة الصفّية، تليها جلسة توجيهية لأولياء الأمور. وهدفنا الأساسي خلال البرنامج هو مراقبة ودعم الزيادة في:
- أداء الطلاب الأكاديمي
- ومعدل نجاحهم
- مستويات التحفيز لديهم
- سلامتهم النفسية والاجتماعية
- شعورهم بالأمان والعافية
- الحضور
- مقدار استفادتهم من جهودنا في دعم التقديم للجامعات من حيث تسهيل التعرف على الجامعات والتخصصات المختلفة، وإلهامهم لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن حياتهم المهنية المستقبلية.
يتضمن مشروعنا خطة مراقبة وتقييم كاملة لإجراء الاستبيانات والمقابلات وتحليلها والاستجابة وفقًا للمعلومات التي تم جمعها.
طلابنا في المرحلة الثانوية
أول تجربة لبرنامج منح التعليم الثانوي كانت في مدرسة «طيور الأمل» في طرابلس؛ حيث بدأنا بـ30 طالبًا قبل أن نصل إلى 100 طالب بحلول عام 2022. وقد اخترنا العمل مع مدرسة «طيور الأمل» نظرًا لالتزامها بتوفير تعليم عالي الجودة وبأسعار معقولة للمجتمعات السورية واللبنانية منذ 2013، بالإضافة إلى العلاقات الوثيقة التي يتمتع بها مؤسس المدرسة مع المجتمع المحلي، مما يضمن الثقة والشفافية. بحلول العام الدراسي المقبل 2023-2024، ستدعم «جسور» 150 طالبًا في مدرسة «طيور الأمل». بالتوازي مع ذلك، توسع برنامج منح التعليم الثانوي ليدعم 60 طالبًا في مركز «الجراحية» التعليمي بالبقاع، وهو أحد مراكز «جسور» التعليمية، وسوف يتوسع ليصل إلى 70 طالبًا في مدرسة «الرواد» في خلدة أثناء العام الدراسي 2023-2024. بحلول العام المقبل، سيدعم برنامج منح التعليم الثانوي حوالي 280 طالبًا في المجمل. بالإضافة إلى ذلك، تُظهر مجموعة المعلمين في المدارس الشريكة لنا تنوعًا بين المعلمين السوريين والفلسطينيين واللبنانيين.
تأثيرنا
تعمل منح التعليم الثانوي على تحسين تطور الطلاب في أربعة مجالات رئيسية:
- التنمية الفكرية
- اللغة
- المهارات الاجتماعية والعاطفية
- عقلية النمو
“كانت هذه المنحة بمثابة بوابة جديدة للحياة الجامعية والأداء الأكاديمي، حيث أتاحت لي الفرصة للدراسة دون القلق بشأن الرسوم المدرسية التي كان علي دفعها، والتي كانت تشكل عائقًا كبيرًا أمام عائلتي.”
عائشة اليسوف، طالبة بالصف الـ12، مدرسة «طيور الأمل»
160 طالبًا من الفئة العمرية 12-15 عامًا في الصفوف 10-12 في مدرسة «طيور الأمل» ومركز «الجراحية»
96% من الطلاب الذين التحقوا بالمدرسة (مقابل 75% العام الماضي)
83.5% أبلغوا عن زيادة في مستويات التحفيز
ادعمونا!
إذا كنت حريصًا على الانضمام إلينا لتغيير حياة الأطفال والشباب السوريين وتيسير مسارهم نحو النجاح، فسوف يسعدنا أن نجعل هذه الرؤية حقيقة معًا. connect@jusoor.ngo.
